وجد جاك وارنر نائب رئيس الفيفا ورئيس اتحاد امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) نفسه موقوفا عن العمل وانقلب أنصاره عليه ودخل اتحاده في جدل بشأن الفساد بعد أقل من شهر على اعادة انتخابه رئيسا.
وللمرة الاولى يدخل اتحاد الكونكاكاف الذي لم تخرج منه دولة يبلغ فريقها الدور قبل النهائي لكأس العالم خلال 80 عاما قلب الاضواء لكن بصورة سلبية.
وتنطلق الكأس الذهبية وهي البطولة الاقليمية للكونكاكاف يوم الاحد المقبل في دالاس بالولايات المتحدة في الوقت الذي عوقب فيه وارنر وهو من ترينيداد وتوباجو ويتولى قيادة الاتحاد منذ اكثر من 20 عاما "بالايقاف عن جميع الانشطة المتعلقة بكرة القدم" في تحقيق بشأن مزاعم عن تقديم رشى.
وتولى ليزل اوستن وهو من بربادوس رئاسة اتحاد الكونكاكاف بشكل مؤقت.
وعندما اعيد انتخاب وارنر رئيسا للاتحاد الاقليمي في الثالث من مايو ايار الجاري كان يبدو ان تحالفه مع الامريكي تشاك بليزر الامين العام للكونكاكاف قويا.
لكن في الكواليس كان وارنر - وهو حليف وثيق منذ فترة طويلة لسيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي (الفيفا) مثل بليزر - يرتب لعقد اجتماع مع القطري محمد بن همام المرشح لرئاسة الفيفا. ويزعم الفيفا ان الاجتماع شهد تقديم رشى.
ونفى وارنر وبن همام الاتهامات لكن بعض الاتحادات الوطنية في الكاريبي منها بويرتوريكو دعمت المزاعم وفقا لما قاله الفيفا.
ويقول وارنر ان لديه افادات من 13 اتحادا في الكاريبي تؤيده لكن ذلك يترك 12 اتحادا اخرين ليسوا مستعدين لمؤازرته أي نحو النصف.
وكان موطن قوة وارنر في 25 صوتا لأعضاء اتحاد كرة القدم في الكاريبي ومع القدرات الدبلوماسية لبليزر كانت الولايات المتحدة والمكسيك تنضم الى المؤيدين.
والان بعد انهيار العلاقة بين بليزر ووارنر وخسارة الرجل الكتلة التصويتية الهائلة في الكاريبي أصبحت كل الأمور واردة.
وتشعر المكسيك أكثر دول الاتحاد نجاحا في عالم كرة القدم بعدم الرضا عن سياسات الكونكاكاف منذ فترة طويلة وقد تقرر انه حان الوقت كي تقود البلدان المتحدثة بالاسبانية للعب دور اقوى.
ويتنامى دور الولايات المتحدة كقوة اقتصادية في اللعبة ورغم انها كانت حليفا قويا لوارنر من خلال بليزر فانها قد تفكر انه حان الوقت لاستخدام ثقلها الاقتصادي للعب دور القيادة.
لكن التفوق العددي لاتحاد الكاريبي الذي يشكل 25 عضوا من 35 هم عدد اعضاء الكونكاكاف سيؤثر على اتجاه الاتحاد على المدى القريب.
ويبقى التساؤل عما اذا كان المؤيدون لوارنر سوف يعملون على استعادة السلطة أو سينضم الى المتمردين الذين قدموا أدلة ضده أعضاء اخرون خلال الايام والاسابيع المقبلة.